![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjos7D40lRtqNJpU5hyphenhyphen6uOFZ2bzL2JCOOzD-V2xiMl_JgTjZ3yNx0QyRbuFWwkIWB7bGYZWYWun47Y_xlhBVFpTdE3i39sOBwuY1_SzVzaEViva940zIwMnTiktqVWUMala0GblEBH3wg-4/s320/23232323232323.JPG)
بسم الله الرحمن الرحيم
اساب البهاق وعلاجه
منقول عن خادم المدينة العلمية عن الدكتور الشيخ سجاد الشمري
االبهاق مرض شائع يصيب حوالى 1-2% من سكان العالم وهو يظهر بوضوح أكثر فى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة على شكل بقع بيضاء في الجلد . والبهاق يختلف تماما عن مرض المهق الذى تكون فيه الصبغة معدومة بالكامل وهو وراثى وغير مكتسب و يصاحبه مشكلات فى العنين . أما البهاق فهو مرض مكتسب فى الغالب ويبدأ محدوداً ولكنه قد ينتشر , وهو ليس خطيراً ولا معدياً ولكنه يؤثر على المظهر الخارجى للشخص مما قد يسبب لبعض الناس مشكلات نفسية مزمنة .
ومع أن البهاق لا يعد مرضاً وراثياً إلا أن حوالى 30% من المرضى لديهم تاريخ عائلى للمرض , وهذا المرض لا يعرف سببه على وجه التحديد , لكن هناك نظريات تفسره ولها ما يساندها منها :
1- أختلال فى جهاز المناعة الداخلى مما يجعل خلايا المناعة تهاجم خلايا الصبغة فتقتلها ومن ثم يختفى اللون .
2- النظرية العصبية وهذا يفسر ظهور المرض بعد ضغوط نفسية شديدة , كذلك ظهوره على الجلد فى أماكن التغذية لعصب محدد.
3- نظرية تحطم الخلايا الصبغية (القتل الذاتى).
4- كذلك موت الخلايا الصبغية بتأثير مواد كيميائية .
تشخيص هذا المرض فى الغالب لا يحتاج الى فحوص مخبرية إلا إذا شك الطبيب فى وجود أمراض أخرى مصاحبة تتعلق بخلل جهاز المناعة مثل : السكرى,فقر الدم الخبيث , أمراض الغدة الدرقية فحينئذ يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل الازمة .
فى حالات نادرة وعند إشتباه التشخيص قد تؤخذ عينة جلدية توضح فقدان الخلايا الصبغية فى المنطقة المصابة .
تطورات هذا المرض غير قابلة للتنبؤات المسبقة , وهذا يعنى أنه قد يشفى دون تدخل علاجى –بإذن الله- وقد ينتشر بسرعة أو ببطء وقد يبقى على حاله دون تغير لسنوات طويلة .
لكن هناك بعض المؤشرات التى قد تفيد إلى حد ما فى التنبؤ بمدى الإستجابة فعلى سبيل المثال : المناطق المصابة التى بها شعر أبيض تكاد تكون نسبة إستجابتها للعلاج ضعيفة جداً .
كما أن نسبة الإستجابة للعلاج فى المناطق التى يكثر فيها الأحتكاك كاليدين والقدمين وما حول المفاصل قليله بعكس منطقة الوجه التى تستجيب للعلاج أكثر من غيرها .
وتختلف شدة إنتشار البهاق من شخص إلى آخر ويمكن تقسيم هذا المرض من هذه الناحية إلى :محدود الإنتشار وواسع الإنتشار وكلى الإنتشار وتختلف نسبة الإستجابة للعلاج من مريض إلى آخر وذلك يرجع إلى عدة عوامل منها شدة الإنتشار ومكان المنطقة المصابة .
فى بعض الأحيان إذا كان البهاق فى منطقة مخفية وغير منتشر فقد يقترح الطبيب عدم العلاج كما أنه بالإمكان إخفاء المناطق المحددة بالمكياج ويكون هذا حلاً معقولاً لكن فى حالات أخرى قد يكون العلاج أمراً متحتماً . وفى أغلب الحالات يكون العلاج ممكنا –بإذن الله- ولكنه يحتاج إلى صبر ومتابعة وتفهم للحالة وهناك أنواع عديدة للعلاجات منها:
1- العلاج الموضعى:
أ- بالكورتيزونات ( مراهم أو كريمات ) وهذه طريقة سهلة يقوم فيها المريض بوضع العلاج الموضعى مرتين يومياًلمدة ستة أسابيع مثلاً ثم مرة يوميا لمدة ستة أسابيع أخرى . وقد تعطى نتائج جيدة فى بعض الحالات .
لكن يجدر التنبيه هنا إلى أنه لابد أن يكون هذا العلاج تحت الإشراف الطبى لأنه قد تحصل مضاعفات نتيجة للأستخدام الخاطئ والذى يتمثل فى الإستمرار فى إستخدامه لفترات طويلة أو إستخدام ستيرويدات قوية فى أماكن حساسة من الجلد كالوجه و ( خصوصاً حول العينين ) وكذلك طيات الجلد . وأكثر هذه المضاعفات ضمور فى الجلد أو توسع بالشعيرات الدموية السطحية أو خطوط جلدية (تشبه تلك التى تحصل على بطون الحوامل ) .
ب- السورالين : يوضع كريم أو سائل سورالين على المناطق المصابة قبل التعرض لأشعة الشمس بنصف ساعة ثم بعد ذلك يتعرض المريض للشمس فى الصباح الباكر ( بعد الشروق) أو قبيل الغروب والهدف من ذلك تجنب آشعة الشمس الحارقة ( فى وسط النهار ) .
يستخدم هذا العلاج 3 مرات أسبوعيا ويعطى نتائج جيدة إلى ممتازة فى بعض الحالات .لكن يجدر التنبيه على أنه فى حالات قليلة يمكن أن يتسبب فى حروق بالجلد إذا زادت مدة التعرض للشمس عما يجب .
2- العلاج بالآشعة فوق البنفسجية :
هذه الطريقة فعالة تستخدم عادة للبهاق المنتشر والذى لم يستجب للعلاج الموضعى ولها أنواع من أهمها :
أ- السورالين مع الآشعة ( البوفا ) تستخدم مرتين إلى ثلاث مرات فى الأسبوع يتناول المريض حبوب السورالين قبل دخول جهاز الآشعة بحوالى ساعتين , يرتدى المريض نظارة واقية خلال وجوده فى الجهاز وكذلك بعد الخروج بقية اليوم ونهار اليوم التالى . من عيوب هذه الطريقة إلزام المريض بالحضور للمستشفى ثلاث مرات فى الأسبوع كذلك قد تسبب حبوب السورالين الغثيان وقد تؤثر على الكبد والعين لكن بالمتابعة المستمرة والتحاليل يمكن منع هذه المضاعفات قبل تفاقمها – بإذن الله – .
ب- الأشعة نوع (ب) محدودة النطاق-الناروباند- : وهذا النوع من الأشعة حديث نسبيا و يتميز بعدم إحتياج المريض لحبوب السورالين وبذلك يسلم من مضاعفاتها .نتائج العلاج بهذه الطريقة مقاربة للعلاج بالطريقة السابقة ( البوفا) علاوة على كون هذه الطريقة آمنة فى الأطفال .
ج- الأكزيمرليزر: هو نوع من الآشعة فوق البنفسجية ب ولكن تختلف عنها فى نطاق طول موجات الليزر , وهومن أحدث العلاجات فى هذا المجال و يتميز بإمكانية أعطاء جرعات عالية ومركزه للمناطق المصابة فقط دون تعريض بقية الجسم للإشعاع , وهويعطى عادة نتائج سريعة إلى حد ما. عيوب هذه الطريقة الكلفة المادية العالية علاوة على عدم توفر دراسات طويلة المدى تثبت سلامة هذا العلاج وفعاليته , وعدم إمكانية علاج مناطق كبيرة حيث أن هذه الطريقة تستخدم أساساً فى علاج البهاق المحدود .
3- علاجات عن طريق الفم :
أهمها حبوب الكورتيزون وتستخدم لفترة محدودة وقد تعطى على شكل إبر بالوريد مكثفة لمدة ثلاثة أيام . والهدف من هذا العلاج إيقاف إنتشار البهاق النشيط أو سريع الإنتشار .
4- العلاج الجراحى :
هذا النوع من العلاج مكلف أكثر من غيره وهو يستخدم عندما يكون البهاق فى منطقة صغيرة ومستعصية على العلاجات السابقة كذلك يشترط أن يكون مستقراً ( أى ليس فى طور الإنتشار ) وفكرته الاساسية تقوم على نقل خلايا صبغية من مناطق غير مصابة فى المريض إلى مناطق مصابة بعد إزالة الطبقة العلوية من البشرة فى المناطق المستقبلة , ويكون ذلك عن طريق أخذ قطعة من الجلد السليم بألة جراحية مخصصة أو بمشرط دائرى مخصص ومشكلة هذه الطريقة الندبات التى قد تحدث , كذلك قد يكون اللون غير متسق تماما أو منقط المظهر , كذلك قد تفشل عملية الزراعة بالكلية لألتهاب أو أسباب أخرى .
وهناك نوع أحدث من الجراحة تفصل فيه الطبقة العلوية من الجلد عن طريق الشفط من المنطقة السليمة وتنقل إلى المنطقة المصابة بعد إزالة الطبقة العلوية من الجلد بالطريقة نفسها وفى هذا النوع قد تكون إحتمالية الندبات قليلة جداً أو معدومة ونتائج التلوين جيدة جداً.
وهناك إيضاً طريقة التلوين بالوشم الطبى بحيث تحقن صبغة مقاربة للون الطبيعى فى الحلد بإلة الوشم . من عيوب هذه الطريقة عدم تطابق اللون مع لون الجلد المجاور كذلك قد يخف اللون مع مرور الزمن .
أيضاً هناك زراعة الخلايا الصبغية فى هذه الطريقة تؤخذ خلايا صبغية من مناطق غير مصابة ويتم تكثيرها ثم تزرع فى المناطق المصابة بعد إزالة الطبقة العلوية من الجلد . مشكلة هذه الطريقة قلة المراكز التى تتوفر بها على مستوى العالم كذلك التكلفة الباهظة . كما أن نتائجها متفاوتة .
5- إزالة اللون المتبقى :
عند إنتشار البهاق بحيث يكون فى غالب الجسم قد يفكر الطبيب والمريض أيضا فى هذا الخيار , وذلك يكون بوضع كريم مادة مزيلة للون مرتين يومياً لمدة سنة أو أكثر . لكن يجب أن يؤخذ فى الأعتبار أن إزالة اللون هذه لا رجعة فيها ( أى أنها دائمة ) كذلك قد يحصل لدى بعض المرضى تحسس من هذه المستحضرات .
كما أن إزالة الخلايا الصبغية بالكامل له مضاعفات أخرى على المدى البعيد , قد تتضمن حدوث سرطان فى الجلد فى الأماكن المعرضة للشمس .
وبعد عرض هذه الخيارات العلاجية يبقى الأختيار للطبيب حسب ما يراه مناسباً لحالة مريضه , بعد مناقشة الخيارات المتاحة معه.
ومعظم هذه العلاجات بطيئة المفعول لذلك على المريض التحلى بالصبر والمواظبة على العلاج.
نســــأل الله تعالى بولاية محمد واله الطيبين الطاهرين ان يشافي الناس جميعـاً ............... وينفعنا به يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...........